الجنة مائة درجه ... فلا ترضى بأدناها ...
ماذا نقصد بالدرجه؟
إن الدرجات التي سيرد ذكرها في الأحاديث منها ماهو حسي ويقصد بها درجات الجنه التي بين الدرجه والأخرى مسيرة عام أو كما بين السماء والأرض ، ومنها ماهو معنوي والمراد بها علو القدر عند الله عز وجل (ابن حجرالجنة تح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني)
عدد درجات الجنه؟
جاء عن أبي هريره رضي الله عنه أن رسول الله قال في الجنة مائة درجه مابين كل درجتين مائة عام ) "رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع"
وجاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله قاليقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأواصعد فيقراويصعد بكل آية درجه حتى يقرأ آخر شيء معه) "رواه الإمام أحمد-الفتح الرباني-، وأبو داود، والترمذي ، وابن ماجه، وابن حبان، والبيهقي، والحاكم، وصححه الذهبي وصححه الألباني في صحيح الجامع" وهذا يعني أن درج الجنه بعدد الآيات ولذلك جاء عن عائشه أنها قالت ( إن عدد درج الجنه بعدد آي القرآن فمن دخل الجنه ممن قرأالقرآن فليس فوقه أحد) "رواه الإمام أحمد -المسند، والبيهقي -شعب الإيمانوقال: قال الحاكم هذا إسناد صحيح ، ورواه ابن أبي شيبه في مصنفه ، والبغوي في شرح السنه، وقال محقق كتاب التذكره في أحوال الموتى والآخره:حسن موقوف"
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في قوله (مائة درجه) : فليس في سياقه التصريح بأن العدد المذكورهو جميع درج الجنة من غير زيادة إذ ليس فيه ماينفيها "فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني " وقال المناوي رحمه الله تعالى في قوله (في الجنة مائة درجه ): سبق أنه لاتعارض بينه وبين الأخبار الداله على زيادة درجتها على المائة لخبر إن قارئ القرآن يصعد بكل آيه معه درجه حتى يقرأ آخر شيء معه لإن تلك تلك المائة درجات كبار وكل درجه منها تتضمن درجات صغارا (مابين كل درجتين مائة عام )وفي روايه خمسمائة وفي أخرى أزيد وأنقص ولاتناقض لاختلاف السير والسرعه والبطء والنبي ذكر ذلك تقريبا للأفهام أو خطابا لكل مؤمن بما يليق به من المقام "فيض القدير للمناوي"
كما يمكن أن نجمع بين حديث أبي هريره رضي الله عنه وحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه بأن الحديث الأول خاص بدرجات المجاهدين فقط ويوضحه حديث آخر لأبي هريره رضي الله عنه قال:قال رسول الله (إن في الجنة مائة درجه أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله مبين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسئلوه الفردوس فإنه وسط الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر انهار الجنة ) "رواه الإمام احمد-الفتح الرباني، والبخاري ، ومسلم " والمراد بوسط الجنة أي خيارها وأفضلها وقيل أوسعها 0 وبذلك يكون عدد درجات الجنة بعدد آيات القرآن الكريم كما قالت عائشة رضي الله عنها بمعنى انها تزيد على ستة آلاف ومائتين درجة0
ارتفاع درجات الجنة
إن الجنة ذات درجات عالية ، وقد جاءت أحاديث تصف أن بين الدرجه والأخرى كبعد الكوكب الغابر في الفق حيث روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله قالإن أهل الدرجات العلى يراهم من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب الطالع في أفق السماء وإن أبابكر وعمر منهما وأنعما) "رواه الإمام أحمد-الفتح الرباني،والترمذي ،وصححه الألباني في صحيح الجامع"
وروى سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله قالإن أهل الجنة ليتراءون اهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغائر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل مابينهم ، قالوا يارسول الله ، تلك منازل الأنبياء لايبلغها غيرهم؟ قال: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ) "رواه الإمام احمد-الفتح الرباني ،والبخاري ن ومسلم ، والترمذي ، وابن حبان ، والطبراني في الكبير"
وذكر ابن حجر في الفتح أن فائدة ذكر المشرق والمغرب في الحديث هو بيان الرفعه وشدة البعد0
كما جاءت أحاديث أخرى تصف أن بين الدرجة والأخرى كما بين السماء والأرض وهي درجات المجاهدين في سبيل الله حيث روى أبو هريره رضي الله عنه أن رسول الله قالإن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله مابين كل درجتين كما بين السماء والرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس من الجنة فإنه اوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة)" سبق ذكر الرواه" وجاء في حديث آخر ان مابين السماء والأرض مسيرة مائة عام حيث روى كعب بن مرة رضي الله عنه أن رسول الله قال أرموا أهل صنع من بلغ العدو بسهم رفعه الله به درجة) قالالجنة قال عبد الرحمن ابن أبي النحام : يارسول اللهومالدرجة؟ فقال رسول الله أما إنها ليست بعتبة أمك ولكنها بين الدرجتين مائة عام ) " ارموا أهل صنع" أي أرموا ياأهل الصناعة لأنهم كانوا يتفننون في صناعة السيوف والسهام وكانوا يحسنون الرمي فخاطبهم النبي بذلك تشجيعا لهم 0" الفتح الرباني" وجاء في بعض الآثار أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام 0
ولعل هذا الإختلاف في المسافة بين الدرجة والأخرى لاختلاف السير في السرعة والبطء كما علل ذلك ابن القيم -حادي الأرواح إلى بلاد الفراح ،وابن حجر -فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني " رحمهما الله تعالى ، او لاحتمال تفاوت الارتفاع بين هذه الدرجات