في القلب شيء.. من عتاب
يا أيها الطيف البعيد
لم يبق شيء من وجودي غير ذرات التراب ودعت أيامي و ودعني الشباب
الصمت ألحان أرددها هنا وسط الظلام و غدوت يا دنياي وحدي لا أنام
لم يبق شيء في الحنايا غير حزن.. و اكتئاب لا شيء عندي لا رفيق.. و لا كتاب
بالرغم من هذا أحن إلى العتاب.. فلقد غدوت اليوم جزءا من تراب
أعطيتك الحب الذي يرويك من ظمأ الحياة * * *
قد قلت لي يوما: أعطيتك الأشواق من عمر تداعى.. في صباه
فإذا تلاشى العمر يا عمري ((سأظل رمزا للوفاء
* * * ستجمعنا السماء))
و بنيت قصرا من ظلال الحب و رحلت يوما.. للسماء
و أخذت أنسج من حديث الصمت في قلب العراء
و أخذت أكتب من سطور العشق ألحانا جميلة..
و دعوت للقصر الطيور أزجالا طويلة
كل أنواع العطور و جمعت من جفن الأزاهر
أثواب الأمل و فرشت أرض القصر
تهفو.. للقبل و بنيت أسوارا من الأشواق
قد كنت دوما تعشقين الياسمين و زرعت حول القصر زهر الياسمين
فتعلموا مني الوفاء و جمعت كل العاشقين
* * * و أخذت أنتظر اللقاء..
يهفو إلى حب جديد و رأيت طيفك من بعيد..
تنساب في صوت الطبول.. و سمعت همسات الهوى
أعطيتك الحب الذي يكفيك عشرات السنين لم خنت يا دنياي؟!
ماذا أقول؟ و قضيت أيامي يداعبني الحنين..
قد صار لحنا ينشد الأشواق في دنيا القبور ماذا أقول و حبي العملاق في قلبي.. يثور؟
و بنيت قصرا في السماء قد عشت يا دنياي أحلم.. باللقاء
فهواك في الدنيا غرور في غرور.. القصر يا عمري هنا أبقى القصور
ما أحقر الدنيا و ما أغبى الحياة * * *
فإذا صعدتم للسماء.. فالحب في الدنيا كأثواب العراة
سترون أن الناس صارت كالذئاب سترون أن العمر وقت ضائع وسط الضباب..
سترون أن الأرض تمشي للضياع سترون أن الناس ضاعت في متاهات الخداع..
في الفضاء.. تمزقت سترون أشباح الضمائر
في السكون.. تراكمت سترون آلام الضحايا
سترون كل الكون في مرآتنا و إذا صعدتم للسماء..
* * * سترون وجه الأرض في أحزاننا..
فأعيش وحدي في السماء أما أنا
و الأرض تفتقد الوفاء فيها الوفاء
لا غدر فيها, لا خداع, و لا ذئاب ما أجمل الأيام في دنيا السحاب..
الموج يجذبني إلى شيء بعيد أحلام حائرة
فيها الظلام و أنا أخاف من البحار
أترى سترجع قصة الأحزان في درب الحياة؟ و لقد قضيت العمر أنتظر النهار
و حملت في الأعماق قلبا عله فلقد سلكت الدرب ثم بلغت يوما.. منتهاه
فتركت هذا الدرب من زمن و ودعت الحنين ما زال يسبح.. في دماه
* * * و نسيت جرحي.. من سنين
حب جديد! الموج يجذبني إلى شيء بعيد
و جعلته حلم العمر إني تعلمت الهوى و عشقته منذ الصغر
إلى كل البشر و كتبت للأزهار للدنيا
ننسى به الآلام في ليل السفر الحب واحة عمرنا
* * * و تسير فوق جراحنا بين الحفر..
يا شاطئ الأحلام الموج يجذبني إلى شيء بعيد
كالطفل ألتمس الأمان يوما من الأيام جئت إليك
كالكهل أبحث في عيون الناس كالهارب الحيران أبحث عن مكان
و على رمالك همت في أشعاري عن طيف الحنان
و رأيت أيامي بقربك تبتسم فتراقصت بين الربا أوتاري
بيت صغير في الخلاء فأخذت أحلم بالأماني المقبلة..
طفل صغير حب ينير الدرب في ليل الشقاء
و تحطمت أحلامنا الحيرى و تاهت.. في الرمال أنشودة تنساب سكرى كالغدير
أشباح ذكرى.. أو ظلال و رجعت منك و ليس في عمري سوى
* * * و على ترابك مات قلبي و انتهى..
الموج يحملني إلى حب جديد و الآن عدت إليك
لكنني سأزور فيك و لقد تركت الحب من زمن بعيد
سأزور أحلام الصبا منازل الحب القديم
قد عشت فيها و انتهت أطيافها تحت الرمال تبعثرت فوق الربى
بالرغم من هذا فقد خفقت لها و رحلت عنها.. من سنين
فرجعت مثل العاشقين في القلب.. أوتار الحنين